شهدت مصر في العصر العثماني ثورةً في مجال الزراعة والريّ، لمكانة الزراعة في الإقتصاد القومي في مصر، حيث قامت الدولة العثمانية بإقامة العديد من المشاريع الزراعية الضخمة، مثل (الترح، والرياحات، والخزانات، والقناطر)، الأمر الذي أدّى إلى توفير كميّات كبيرة من المياه اللازمة لري الأراضي الزراعية، عن طريق نظام الري الدائم، مما زاد في رقعة البلاد الزراعية، وتنوع محاصيلها الزراعية.
أهمّ المحاصيل الزراعيّة في مصر
- الحبوب بأنواعها، وخاصةً الأرز والذرة.
- زراعة أشجار التوت، وذلك لتربية دودة القزّ - المصدر الوحيد للحرير - وخصّص لغرس أشجار التوت ما يقدّر بثلاثة آلاف فدان من الأراضي الزراعية، وقامت الدولة باستجلاب الأخصائيين في تربية دودة القز من سوريا وأيضاً من لبنان، وتوسّعت بعد ذلك رقعة الأراضي المزروعة بشجر التوت لتصل إلى ما يقدّر بتسعة آلاف فدان، هذا الأمر أدى إلى نجاحٍ عظيم في إنتاج الحرير المصري الذي اشتهرت فيه.
- زراعة أشجارٍ مختلفة على نطاق الدولة، للاستفادة من أخشابها في الصناعات الأخرى، كبناء السفن والعمران والموبيليا التي تشتهر فيها مصر، وما إلى ذلك.
- (القطن المصري)، والذي ينافس بجودته القطن الأميركي والبنغالي، فنجد بأنّه قد زاد الإقبال عليه من مصانع النسيج على مستوى العالم، إذ عُدّ القطن المصري (ثروة مصر الزراعيّة).
- زراعة الزيتون، حيث كانت زراعة الزيتون نادرةً في مصر وذلك في العصور القديمة، فلم تكن تُزرع أشجار الزيتون إلّا في عددٍ محدود جدّاً من ضواحي مدينة القاهرة، ومحافظة الفيوم، إلّا أنّه وفي عصر (محمد علي) أمر بغرس أشجار الزيتون على نطاقٍ واسع، وخصوصاً في الوجه القبلي والوجه البحري، لأهمية الزيتون في مدّ الجنود بالغذاء والقوت، واستخراج الزيت من ثمره، وما يميز الزيتون المصري، بأنه يُثمر بعد ثلاث سنوات من غرسه فقط، أي أسرع مما تؤتي ثماره في بلادٍ أخرى، وهذا يدلّ على جودة مناخٍ وتربةٍ في البلاد غنيّة وصالحة لغرس أشجار الزيتون والعديد أيضاً من المحاصيل المتنوّعة.
- (النيلة)، التي عرفت صناعتها منذ العصور القديمة في البلاد، وأضيف عليها زراعة النيلة الهندية، التي قام بجلبها محمد علي، لتنتشر على نطاقٍ واسع في البلاد.
- زراعة نبات الخشخاش، أو ما يُطلق عليه نبات الأفيون، وقد أحضر محمد علي من مدينة (أزمير) التركيّة العديد من الأرمن الذين مارسوا زراعة هذا النبات في مصر.
هنالك العديد من المحاصيل المهمة في مصر، والتي تعود على اقتصاد البلاد بالفائدة العظيمة، كزراعة القنب، أو التيل، وأيضاً زراعة أشجار المانجو المصريّة، لنجد بأنّ مصر قد قاربت إلى تحقيق اكتفاءٍ ذاتيّ في أغلب محاصيلها، ونجدّها أيضاً تقوم بتصدير أنواعٍ منها.